الرئيسية / اخبار / خبير سياسي وعسكري لـ “سبق”: إريتريا مصدر الإرهاب الإيراني وجُزر حنيش أخطر المواقع دعماً للحوثيين

خبير سياسي وعسكري لـ “سبق”: إريتريا مصدر الإرهاب الإيراني وجُزر حنيش أخطر المواقع دعماً للحوثيين

كَشَف الخبير السياسي والعسكري الباحث المتخصص في السياسات الإستراتيجية، اللواء الدكتور محمد بن صالح الحربي لـ”سبق” عن بعض من ألاعيب وخُبث العدو الإيراني الذي امتد نفوذه حتى وصل إلى “جُزر” دولة إريتريا وعلى السواحل اليمنية بالقرب من باب المندب، ومنه تنطلق عملياتها الإرهابية”.

يأتي ذلك بعد الدعم المستمر للعدو الإيراني لزعزعة استقرار المنطقة ودعمه المليشيات الحوثية التي تواصل اعتداءها على المدنيين والآمنين في تهديد أمن واستقرار المملكة، كان آخره استهداف مطار أبها الدولي، ضاربة بكافة الأعراف والقوانين والاتفاقيات الدولية وحقوق الإنسان عرض الحائط، الأمر الذي دعا “سبق” لتسليط الضوء على جرائم إيران وأذرعها ومسار التصدي والمجابهة لذلك النظام.

أخطر المواقع

وقال “الحربي” إن إرتيريا تملك 126 جزيرة، ممتدة على طول ساحلها المطل على البحر الأحمر، وعمدت إلى تأجير بعضها، خاصة جزر أرخبيل دهلك، حيث استأجرت إسرائيل ثلاثاً منها هي: ديسي، ودهول، وشومي، بينما تركز الوجود الإيراني في بعض الجزر المقابلة لميناء عصب في الجنوب والقريب من باب المندب.

وأوضح أن الوجود الإيراني القريب من الممر الملاحي الدولي ومقابلته للكثافة الملاحية في الاتجاهين الشمالي والجنوبي وقربه من السواحل اليمنية، أضحى تهديداً أمنياً بالغ الخطورة على الملاحة الدولية لأحد أهم الممرات البحرية على مستوى العالم، وكذلك نقل وتهريب الأسلحة إلى المناطق الساحلية والموانئ كميناء الحديدة مروراً بجزيرتي حنيش الصغرى والكبرى والتي يمكن اعتبارهما بمثابة قاعدة عسكرية لوجستية متحركة لإمداد الحوثيين بالمعدات والأسلحة والمواد.

وأكد “الحربي” أن الجزر البحرية المقابلة لجيبوتي وإريتريا، والمتناثرة بالقرب من الممرات البحرية وخطوط الملاحة الدولية، تشكل طرق إمداد معقدة ومتخفية لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين، ناهيك عن استغلال المساعدات الإنسانية الموجهة إلى الشعب اليمني عبر ميناء الحديدة للسيطرة والتحكم والابتزاز اللا أخلاقي تجاه شعب يستحق العيش بكرامة حرم منها.

الأسلحة الإيرانية

وقال “الحربي” إنه بالعودة إلى أنواع الصواريخ التي أطلقها الحوثي خلال السنوات الماضية وخاصة من طراز كروز، يظهر أن الصاروخ المستخدم هو من نوع “كي إتش 55″، والذي سبق أن أطلقه على مناطق سكنية في المملكة وعلى ما يبدو فإن الحوثيين يمتلكون النسخة المعدلة من الصاروخ، الذي بدأ إنتاجه في الاتحاد السوفييتي عام 1984، وامتلكته إيران لاحقاً وصنعت عدداً منه وأطلقت عليه اسم (سومار).

وأضاف أن إيران حصلت على 12 صاروخاً من صواريخ كروز في عام 2001 من أوكرانيا، وهو صاروخ مجنح له قدرة على حمل رأس نووي، ورأس متفجر بوزن 410 كيلوغرامات تبلغ سرعته 8/10 من سرعة الصوت، ومداه يصل إلى قرابة 2500 كلم, ويطلق من الجو بحسب النسخة الروسية، لكن يمكن تحويله للإطلاق من قاعدة برية، وله خاصية التوجيه والملاحة، ولديه دقة أكثر في إصابة الهدف من النسخ السابقة له، وهو ما أشار اليه أحد المتخصصين العسكريين اليمنيين.

تصعيد طهران

وأكد “الحربي” لـ “سبق” أن استهداف المدنيين يعد عملاً إرهابياً مشيناً وممنهجاً شنته ميليشيات الحوثي الموالية لإيران على مطار أبها الدولي جنوبي السعودية، وهو متوافق تماماً مع دور النظام الإيراني المستمر في زعزعة أمن واستقرار المنطقة والعالم ودليل من جملة الأدلة على ضلوع إيران (راعية الإرهاب الأولى في العالم) المستمر في الأعمال التخريبية.

وأضاف أن ذلك العمل يمثل انتهاكاً صارخاً للأعراف والمواثيق الدولية والقانون الدولي العام والإنساني و(البروتوكول) الأول الإضافي لاتفاقيات جنيف عام 1977 في المادتين 52, 57, وبعض فصول ميثاق الأمم المتحدة كالفصل السادس، ولا يمت للإنسانية أو الأخلاق أو الدين بصلة، ويندرج تحت صفة الأعمال التي تستهدف البنية التحتية المدنية المؤدية إلى مقتل وإصابة الأبرياء وخرق قواعد الاشتباك والتي نصت على (عدم استهداف المدنيين والمستشفيات والمساجد والمؤسسات الوطنية والمعالم التاريخية والثقافية والمناطق المأهولة بالسكان).

وطالب الحربي المجتمع الدولي ومجلس الأمن بمندوبيه الـ 15 وأعضائه الدائمين الاضطلاع بمسؤولياتهم وأهدافهم في حفظ الأمن والاستقرار الدولي لأحد أهم المناطق الإستراتيجية بممراتها وجزرها ومضايقها المهمة وأثرها على تدفق ونقل الطاقة إلى العالم, بتطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي أقره مجلس الأمن في 2015 للضغط على المتمردين الحوثيين وحلفائهم في اليمن، والذي ينص على تدابير قسرية في حال تهديد السلم، تتراوح بين العقوبات الاقتصادية واستخدام القوة العسكرية.

دور التحالف باليمن

ولفت “الحربي” إلى أن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة سبق واتخذت نهجاً إنسانياً وفق قيمها ومبادئها الراسخة، بعدم المساس بالمدنيين ومؤسساتهم الخدمية والاجتماعية كالمستشفيات ومحطات توليد الكهرباء والمساجد والموانئ، والتي احتمى بها الحوثيون واتخذوها دروعاً بشرية وملاذات آمنة لقياداته واستخدامها كمنصات قتالية ومستودعات للذخيرة والسلاح، وبالتالي فهي مطلعة بشكل كامل على الخصائص الجيوبوليتيكية المؤثرة على مسرح العمليات بخصائصه الجغرافية والديموغرافية المعقدة والمحددة في اليمن.

وذكر أنه بالتالي لا يمكن إطلاقاً الوثوق بمصداقية الحوثيين ورعاتهم من النظام الإيراني وأذرعه في أي مفاوضات او تعهدات حالية أو مستقبلية ناهيك عن بيروقراطية الأمم المتحدة المتسببة في إطالة أمد الحرب عبر مبعوثها غريفث ذي المواقف المتبدلة والضعيفة في تعامله وتنسيقه مع الحوثيين.

وأشار في ثنايا حديثه إلى التوجيه الكريم بإخلاء أحد أفراد طاقم السفينة الإيرانية “سافيز” Savis والتي تقع شمال غربي ميناء الحديدة بمسافة 95 ميلاً بحرياً وما تبعه من إجراءات (الإخلاء الطبي وتقديم الرعاية الطبية الكاملة للمصاب) حتى وصوله إلى بلده بعد العلاج اللازم، وهو دليل ماثل أمام العالم أجمعه على ذلك النهج، بالرغم من أن السفينة الإيرانية (سافيز)، تشكل خطراً أمنياً محتملاً على منطقة البحر الأحمر والملاحة الدولية حيث يشتبه في أنها تدير العمليات العسكرية للميليشيا الحوثية، وأن تلك السفينة تحمل على متنها منظومة اتصالات فضائية وأنظمة مناظير وتنصت، إضافة إلى أسلحة وقوارب سريعة تقوم بتحركات مشبوهة، وفق ما أشار إليه بعض المراقبين الدوليين.

وكان المتحدث الرسمي باسم قيادة التحالف لدعم الشرعية في اليمن، أعلن في وقت سابق إصابة (26) شخصاً مدنياً من المسافرين ومن جنسيات مختلفة، من بينهم ثلاث نساء (يمنية، هندية، سعودية) وطفلان سعوديان، جراء سقوط مقذوف حوثي على صالة القدوم بمطار أبها الدولي، فضلاً عن إلحاق بعض الأضرار المادية، مؤكداً بأن التحالف سيتخذ إجراءات صارمة، عاجلة وآنية، لردع هذه الميليشيا الإرهابية، وبما يكفل حماية الأعيان المدنية والمدنيين، وستتم محاسبة العناصر الإرهابية المسؤولة عن التخطيط والتنفيذ لهذا الهجوم الإرهابي، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.