الرئيسية / اخبار / كبري شمبات الخرطوم السودان

كبري شمبات الخرطوم السودان

كبري شمبات الخرطوم السودان؛ اشتهر السودان بإقامة الجسور عبر الأنهار بعد سقوط الخرطوم في أيدي البريطانيين. أول الجسور التي بنيت في البلاد هو الجسر الحديدي على النيل الأزرق عام 1907م ليربط العاصمة الخرطوم بخط السكة الحديد القادم من أقصى الشمال، بالتزامن مع الغزو الإنجليزي للبلاد. تم نقل الجسر الثاني من الهند. وهو أكبر موقع حديدي على النيل الأبيض 1929م
والثالثة هي شمبات الأكبر والتي تربط مدينة أم درمان القديمة ببحري والتي تم افتتاحها عام 1966م في عهد الحكم الوطني، وبها اكتمل الاتصال بين مدن العاصمة الثلاث بشكل عمراني رائع نظام مواصلات لعاصمة تميزت بعبقرية موقعها حيث يفصلها نهران من ثلاث جهات.

قبل إنشاء شمبات الكبرى، كان السكان ينتقلون بالقوارب من حي أبوروف إلى شمبات، وخط آخر إلى مدينة توتي، ينقلون معهم حيواناتهم ومحاصيلهم الزراعية لتسويقها. كانت محطة القوارب تُعرف باسم المشرية. وتميزت أم درمان بمشروعين رئيسيين، المشروع الكبير بمنطقة المرادة بالقرب من مبنى البرلمان الحالي، حيث كانت مركزا تجاريا هاما. وهو ميناء كبير لنقل الزروع والحيوانات من الشمال والجنوب، ويرتاده كبار التجار. ولها مراكب تجارية شراعية ضخمة تعبر نهر النيل من جهاته الثلاث، من الشمال إلى الجنوب، ومن الجنوب الشرقي على النيل الأزرق. لمعلوماتك، هناك حقيقة تاريخية حول خط التجارة هذا. تم إنشاء معظم مدن وقرى النيل الأزرق الكبرى على الضفتين كمحطات تجارية للبيع والشراء. ومن خزان سنار إلى الدمازين، ازدهرت هذه المنطقة في العصر المهدي، فتجد سكانها يمثلون كل قبائل السودان.

والسؤال المركزي الآن من الذي دمر شمبات الكبرى؟؟ لماذا تم تدميره؟ وهي منشأة مدنية ذات منفعة عامة يعتبر هدمها جريمة بموجب قانون الحرب. وقد لاحظنا استهدافاً واضحاً خلال هذه الحرب للعديد من الأعيان المدنية المميزة في المدن الثلاث، خاصة في الخرطوم، مثل مطار الخرطوم الدولي، ومبنى القضاء، ومبنى شركة النيل للبترول، والقصر الجمهوري، والعديد من المصالح الأخرى. الجهات الحكومية المدنية وعدد من المصانع الكبيرة مثل شركات DAL وغيرها. من يستهدف هذه الأعيان المدنية ولماذا؟؟؟ وهي لا تتعلق بالحرب والعمليات بشكل مباشر، وكأن من يدمرها يريد أن يقول
إذا لم نحكمكم، فسنجعل حكمكم غير قابل للحكم.
من يحمل كل هذه الحقد تجاه الشعب السوداني ومستقبله؟؟؟ ومن يتصرف بهذه القسوة تجاه البنية التحتية التي أنشئت على مدى قرن من الزمن بتكلفة مليارات العملات الصعبة؟ يجب أن نعرف من الذي دمر أكبر شمبات في العالم القديم ولماذا؟؟؟.

أولا، في تقديري، في عملية تدمير شمبات كبرى، كانت القوات المسلحة، أو بشكل أدق أولئك الذين يختطفون قرار القوات المسلحة، الضباط الأيديولوجيون، أول من اتهم بتدمير شمبات كبرى، ومن خلفها ومنهم الكيزان، التنظيم السياسي الذي ورط القوات المسلحة في هذه الحرب، عقب حملة “بلباس”، عبر وسائل الإعلام والإذاعة. ستجد مدوناتهم ومنشوراتهم الموثقة على الإنترنت. منذ الأيام الأولى للحرب، ظلوا يطالبون بتدمير الجسور والبنية التحتية وغيرها من الأعيان المدنية. هناك طبيب معروف أحتفظ باسمه. وكان يدعو إلى قصف وتدمير الجسور والمطار والقصر الجمهوري قائلا: «بنيناه وسندمره وسننتصر في الحرب وسنبنيه من جديد». تكلفته لا تتجاوز 100 مليون دولار. وكان يقصد القصر الرئاسي في ذلك الوقت.

ثانيا، ومن الحقائق المعروفة أن من يتابع مجلة الحرب يعلم أنه منذ بداية الأيام الأولى للحرب، أصبحت كبرى شمبات تحت سيطرة قوات الدعم السريع بشكل كامل من الجانبين بحري وأم درمان. ولذلك أعتقد أن قوات الدعم السريع لن تحرص على تدميرها، لأنها تسيطر عليها وتستفيد من انفتاح قواتها في بحري وأم درمان. وهذا منطق واضح للجميع. يتابع سير الحرب.

ثالثاً، من الناحية الفنية، أعتقد أن الدعم السريع ليس لديه القدرة التدميرية للمتفجرات التي تمكنه من تدمير هذا الرائد. وننتظر سماع رأي الفنيين المدنيين والعسكريين في هذه النقطة ونحيل عملية هدم الرائد إلى لجنة تقصي الحقائق الدولية التي شكلتها الأمم المتحدة للتحقيق ورصد انتهاكات الحرب.

رابعا: بعد سبعة أشهر من الحرب، فإن نتائج هذه العملية في رأيي هي عملية يائسة، يصبح من المستحيل من خلالها بعد اليوم الحديث عن تحرير مدينة بحري التي تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع معظمها من قبل القوات المسلحة بسبب سهولة إغلاقها ووجود مساحة طبيعية آمنة. لإراحة القوات في منطقة شمبات.

خامسا: مع هدم أكبر شمبات في مدينة أم درمان أصبحت معزولة جزئيا. وخط الإمداد الوحيد المتاح لها في ظل الإحداثيات الحالية للحرب هو من منطقة بحر أبيض وكردفان، والإمداد الجوي في كرري فقط، مما يؤثر على منطقة وادي سيدنا العسكرية والمهندسين، التي لا تزال تحت السيطرة. السيطرة على القوات المسلحة التي فقدت معظم مقراتها في العاصمة. الخرطوم .

سادسا: تسبب انهيار الكبرى في إحداث أضرار كبيرة بالمدنيين، خاصة في مدينة أم درمان محلية كرري التي لا تزال مكتظة بالسكان الذين بلغت معاناتهم السقف على صعيد نقل البضائع والأدوية والخضروات بين أم درمان وبحري. وخاصة البضائع القادمة من جمهورية مصر العربية. ما هو تأثير هدم الكبرى على العسكري؟؟ ويعتمد ذلك على السيطرة على مناطق آمنة على الضفتين للأطراف المتحاربة من الجانبين. وسيتم تطوير وسائل النقل التي تعتمد على النقل النهري والزوارق الحديثة ولنشات الجنود والذخائر، حسب حاجة الحرب والخطط العسكرية للطرفين. وبالتالي فإن تدمير الجسور الكبرى سيصبح خطة حمقاء ليس لها مردود عملي كبير، ولن يكون لاستخدام القوة المميتة للجسور أي عائد. وأثرها في كسب الحرب.

الوداع كبرى شمبات والعزاء لكل الشعب السوداني على خدمته للمواطن السوداني وتسهيل حياته على مدى سبعة عقود من الخدمة المتواصلة دون انقطاع. ويجب أن تتوقف هذه الحرب، مع عدم وجود أمل في أي فائدة تذكر من استمرارها في العمليات. فالرابح والخاسر من العمليات، وعند الله تجتمع الخصوم، وهو علام الغيوب.

اترك تعليقاً